أسوة كاملة وقدوة عامة
- يقول سليمان الندوي - رحمة الله-: «لقد مثّلت حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أعمالا كثيرة متنوعة، بحيث تكون فيها الأسوة الصالحة، والمنهج الأعلى، للحياة الإنسانيّة في جميع أطوارها؛ لأنها جمعت بين الأخلاق العالية والعادات الحسنة، والعواطف النبيلة المعتدلة، والنوازع العظيمة القويمة.
- إذا كنت غنيّا مثريا، فاقتد بالرسول صلى الله عليه وسلم عند ما كان تاجرا يسير بسلعه بين الحجاز والشام، وحين ملك خزائن البحرين. وإن كنت فقيرا معدما فلتكن لك أسوة به وهو محصور في شعب أبي طالب، وحين قدم إلى المدينة مهاجرا إليها من وطنه، وهو لا يحمل من حطام الدّنيا شيئا.
- وإن كنت ملكا فاقتد بسننه وأعماله حين ملك أمر العرب، وغلب على آفاقهم، ودان لطاعته عظماؤهم وذوو أحلامهم. وإن كنت رعية ضعيفا، فلك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة أيام كان محكوما بمكة في نظام المشركين. وإن كنت فاتحا غالبا، فلك في حياته نصيب أيّام ظفره بعدوّه في بدر وحنين ومكة.
- وإن كنت منهزما- لا قدّر الله ذلك- فاعتبر به في يوم أحد وهو بين أصحابه القتلى ورفقائه المثخنين بالجراح. وإن كنت معلّما، فانظر إليه وهو يعلّم أصحابه في صحن المسجد. وإن كنت تلميذا متعلّما، فتصوّر مقعده بين يدي الروح الأمين جاثيا مسترشدا
- وإن كنت واعظا ناصحا ومرشدا أمينا، فاستمع إليه وهو يعظ الناس على أعواد المسجد النبويّ. وإن أردت أن تقيم الحقّ وتصدع بالمعروف، وأنت لا ناصر لك ولا معين، فانظر إليه وهو ضعيف بمكة، لا ناصر ينصره، ولا معين يعينه، ومع ذلك فهو يدعو إلى الحقّ ويعلن به.
- وإن هزمت عدوّك وخضدت شوكته، وقهرت عناده، فظهر الحقّ على يديك، وزهق الباطل، واستتبّ الأمر، فانظر إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم دخل مكة، وفتحها. وإن أردت أن تصلح أمورك، وتقوم على ضياعك، فانظر إليه صلى الله عليه وسلم وقد ملك ضياع بني النّضير وخيبر، وفدك، كيف دبّر أمورها، وأصلح شؤونها، وفوّضها إلى من أحسن القيام عليها.
- وإن كنت يتيما، فانظر إلى فلذة كبد آمنة وزوجها عبد الله، وقد توفيا وابنهما صغير رضيع. وإن كنت صغير السنّ، فانظر إلى ذلك الوليد العظيم حين أرضعته مرضعته الحنون حليمة السّعديّة. وإن كنت شابّا فاقرأ سيرة راعي مكة. وإن كنت تاجرا مسافرا بالبضائع، فلاحظ شؤون سيّد القافلة التي قصدت «بصرى» .
- وإن كنت قاضيا أو حكما فانظر إلى الحكم الذي قصد الكعبة قبل بزوغ الشمس ليضع الحجر الأسود في محلّه، وقد كاد رؤساء مكة يقتتلون، ثمّ أرجع البصر إليه مرة أخرى، وهو في فناء مسجد المدينة يقضي بين الناس بالعدل، يستوي عنده منهم الفقير المعدم، والغنيّ المثريّ.
- وإن كنت زوجا فاقرأ السيرة الطاهرة، والحياة النزيهة لزوج خديجة وعائشة. وإن كنت أبا أولاد، فتعلّم ما كان عليه والد فاطمة الزهراء، وجدّ الحسن والحسين رضي الله عنهما.
- وأيّا من كنت، وفي أيّ شأن كان شأنك، فإنّك مهما أصبحت أو أمسيت، وعلى أيّ حال بتّ أو أضحيت، فلك في حياة محمد صلى الله عليه وسلم هداية حسنة، وقدوة صالحة تضيء لك بنورها دياجي الحياة، وينجلي لك بضوئها ظلام العيش، فتصلح ما اضطرب من أمورك، وتثقف بهديه أودك، وتقوّم بسننه عوجك.
- وإنّ السيرة الطيبة الجامعة لشتّى الأمور هي ملاك الأخلاق، وجماع التعاليم، لشعوب الأرض، وللناس كافّة، في أطوار الحياة كلّها، وأحوال الناس على اختلافها وتنوّعها، فالسيرة المحمديّة نور للمستنير، وهديها نبراس للمستهدي، وإرشادها ملجأ لكلّ مسترشد .
المصدر:
معلومات
أضيفت بواسطة: فهد عطية الثقفي
التصنيف: دين
التاريخ: 17/9/2012
التقييم: 4/5
عدد المشاهدات: 1000
عدد التعليقات: 254
الوسوم التوصيفية:
التصنيف: دين
التاريخ: 17/9/2012
التقييم: 4/5
عدد المشاهدات: 1000
عدد التعليقات: 254
الوسوم التوصيفية:
تصفح أيضاً
google
google
6uo5ae9clfvb229jzv
google
google
318pk2xg0zrdxsp8v9
google
google
6dt8ggeucaqxyi35pa
baidu
baidu
f70mur3kg7aeylf47r
baidu
fsnjcx76h0rk16la7h
Cephalexin For Prostate Infection Dog
Cvs Viagra cialis Generic Real Progesterone Medicine Best Website Price Free Shipping
http://comprar-cialis-generico.net/
cialis comprar cialis
http://comprar-cialis-generico.net/
cialis cialis genأ©rico
costo cialis costo cialis
cialis acquisto costo cialis